أسامة داود يكتب : رئيس التأمين الصحى يتحدى المرضى ( 2 )

استمرار مسلسل وقف صرف أدوية مهمة لأطفال السرطان والسكر

يستمر مسلسل التعسف ضد مرضى التأمين الصحى بوقف صرف الأدوية المهمة والتى يتم إقرارها عبر اللجان الطبية بأفرع التأمين بالمحافظات على الرغم من أهميتها ولكونها تتعلق بحياة المرضى. عملية التعسف من جانب رئاسة الهيئة تتم بإحدى وسيلتين : الأولى تأجيل الصرف لشهور طويلة ربما ليكون الموت أقرب إلى المريض من جرعة الدواء. والثانية أن يتم رفض الاعتراف بالعلاج ، وهى وسيلة للتخلص من أعباء توفير العلاج للمرضى رغم أنه حق لهم ويكون رد اللجنة العليا للدواء بالتأمين الصحى برفض الصرف بزعم أن الأدوية خارج القائمة المعتمدة من رئاسة الهيئة. علمًا بأن لجان التأمين الصحى التابعة لرئيس الهيئة والمشكلة طبقًا للوائح وقوانين الهيئة هى من أقرته للمرضى. فى مقالى السابق كانت حالة الطفل أنس هشام التى تتطلب العلاج بعقار OTHER BIO/DUPILUMABVIAL وأن يكون مدة العلاج بهذا العقار 3 أشهر.. واليوم نفس الموقف يتكرر ولكن بصورة مختلفة وهى عدم استجابة الهيئة العليا للدواء لصراخ أسرة الطفلة مكة عبد السلام فهمى والتى تعانى من مرض OTHER نقص فى السكر نتيجة لارتفاع هرمون الأنسولين والذى يتطلب علاجه بعقار OTHR BIO/Sandostatin 0,1 mg ampule/day. وهنا تأتى موافقة اللجنة العليا للدواء على صرف العقار المشار إليه ، وعلى مدار عامين كاملين كان آخرها القرار الذى اعتمد بتاريخ 20 يونيو الماضى وتم الصرف به حتى شهر أكتوبر. ولكن فوجيء والد الطفلة بوقف صرف علاج ابنه بدايةً من شهر نوفمبر وحتي الان حيث توقفت اللجنة العليا للدواء عن الرد بالموافقة أو الرفض على تقرير اللجنة الطبية بمستشفى العبور التابع لفرع التأمين الصحى بكفر الشيخ والصادر لها بتاريخ آخر أكتوبر الماضى ، وكان يتضمن التقرير حاجة الطفلة الي استمرار العلاج بنفس العقار المشار اليه سابقا بلا توقف . ومع عدم رد اللجنة العليا للدواء بنعم أو لا تم وقف صرف عقار OTHR BIO/Sandostatin 0,1 mg ampule/day. لتعيش أسرة الطفلة التى لا تملك سوى الستر حالة حسرة تتطلب توفير العلاج على نفقتها رغم أن طفلتهم من المنتفعين بالتأمين الصحى وتصل تكلفته ما يقارب 2000 جنيه شهريًا بواقع 62 جنيهًا يوميًا. يقول والد الطفلة مكة: أصيبت ابنتى منذ ولادتها بمرض السكر ويتم علاجها طبقًا لبروتوكول علاج التأمين الصحى ومن خلال فرع كفر الشيخ وعبر لجنة ثلاثية تتوج تقاريرها باعتماد مستشفى العبور التابع للتأمين وترسل للقاهرة للجنة العليا للدواء التابعة مباشرة لرئاسة هيئة التأمين الصحى ويتم صرف العلاج بصورة مستمرة دون توقف لأن التوقف يعنى توقف حياة ابنتى. ويضيف : لكن الصدمة إنه لم يتم اعتماد التقارير الصادرة من اللجنة الطبية التابعة لفرع التأمين الصحى بكفر الشيخ منذ نهاية أكتوبر لتبقى الطفلة دون علاج، ولم يكن أمامى سوى الإسراع بتوفير العلاج لابنتى ونقتطع من قوتنا الضرورى حفاظًا على حياتها. لكن كيف لى وأنا رجل بسيط أن أستطيع توفير علاج تصل قيمته إلى 2000 جنيه بينما هى منتفعة تأمين صحى؟ والمثير للدهشة وطبقا لتاكيدات مصادر بهيئة التامين الصحي ان اللجنة العليا للدواء تسير وفقًا لتعليمات تصدر من رئيس الهيئة المحاط بعدد من القيادات الذين يرون فى تقليص صرف الأدوية نوعًا من التوفير بينما لا تتأثر المزايا التي يحصلون عليها . وسؤالي هنا : هل توقفت يوما رواتب وبدلات وحزمة المزايا التى يحصل عليها رئيس الهيئة والمحيطين به مثلما توقف صرف جرعات ضرورية لعلاج غول السرطان الذى يفتك بأجساد الطفولة البريئة مثل الطفل أنس أو علاج مرض مزمن هو السكر لطفلة مثل مكة؟ usamadwd@yahoo.com